ومما شجاني أنها يـوم ودّعـت * * * تولّت وماء العين في الجفن حائر

فلمّا أعـادت من بعيـد بنظـرة * * * إليّ التفاتا أسلمتـه المحـاجـر

يقولون لا تنظـر وتلـك بليّـة * * * بلى كلّ ذي عيـن لا بدّ نـاظـر

أُلامُ إذا حنّت قلوصي من الهوى * * * ولا ذنب لي في أن تحـنّ الأباعر

والحـب أول ما يكون لجـاجـة * * * تأتي به وتسوقه الأقـدار

حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى * * * جاءت أمور لا تطاق كبار

لا والذي تسجد الجباه له * * * ما لي بما دون ثوبها خبر

ولا بفيها ولا هممت بـه * * * ما كان إلا الحديث والنّظر

أقلّب طرفي في السّماء لعله * * * يوافق طرفي طرفها حين تنظر

إني عشيّة رُحْتُ وهي حزينة * * * تشكو إليّ صبابة لصبور

وتقول: بِتْ عندي فديتك ليلة * * * أشكو إليك فإنّ ذاك يسير

غرّاء مبسـام كأن حديثهـا * * * درّ تحدّر نظمـه منثـور

لا حسنها حسـنٌ ولا كدلالها * * * دلٌّ ولا كوقارها توقيـر

ألا قاتل الله الهوى كيف قادني * * * كما قيد مغلول اليدين أسير

وكان التفرّق عند الصباح * * * عن مثل رائحة العنبر

خليـلان لم يقربا ريبـة * * * ولم يستخفا إلى المنكر

يقولـون: مسحـور يجنّ بذكرها * * * فأقسم ما بي من جنون ولا سحر

جميل بثينة

Leave a Reply

Or

Your email address will not be published.